الرجوع
تدوينة

أجمل ليالي كاتلونيا .. أسوأ ليالي باريس

أجمل ليالي كاتلونيا .. أسوأ ليالي باريس
تدوينة قصيرة
تدوينة قصيرة
مشاركـة

يعتري الحياة تناقض غريب يثيرُ ذهولي، مُفارقات تحدث في زمنٍ واحد وبالتوازي؛ فتَنصف أحدهم وتذل الآخر، يفرحُ أحدهم بينما جاره يعيشُ أسوأ لياليه

فمثلاً.. ليلة ميلادك هي ليلة وفاة أحدهم فبينما أنت وأسرتك في قمة سعادتكم هنالك أسرة تتجرع آلام الفقد، طفلُ في سوريا يركض من آثار القصف وطفل في بلدٍ أخرى يجري لأحضان أمه عائداً من المدرسة، بلادُ أهلكها الظلم وبلادٌ غمرها النعيم.

عالمٌ مقسمٌ لدول عالم أول وثانٍ وثالث وإلى أدنى من ذلك تناقض يشد على يدي في الليالي السوداء ويقول لي في نفس ليلتك بعد عام قد تكون الأسعد على وجه الأرض، تناقض يجعلني أفكر وأسرح بخيالي في جميع الحيوات المتوازية والمختلفة بشكل كبير، أجد فيها من الجمال والآلام معًا ولولا هذا ما سمي تناقض

تناقض وجدته جليًا في ليلة كروية ..

2ead301b-eade-444e-8e4c-742f8f7ef36e.jpg

في عام ٢٠١٧ إياب دور السادس عشر في دوري أبطال أوروبا بين برشلونة -زعيم كتالونيا- وباريس سان جيرمان الفرنسي، كانت المهمة شبه مستحيلة على الكتلونيين حيث استطاع الفريق الباريسيّ تحقيق الفوز في مباراة الذهاب بأربعة أهداف مقابل لا شيء، بكل المقاييس وبكل الاحتمالات كان باريس الأقرب للتأهل، ولكن ما حدث كان غير متوقع حيث استطاع برشلونة العودة في النتيجة والفوز بستة أهداف لهدفٍ واحد، وما ميز الأمر أن آخر ثلاثة أهداف قد سُجلوا في السبع دقائق الأخيرة في المباراة..مُعجزة!

بعد الهدف الأخير كانت الفرحة جنونية، لم يصدق أحد ما حدث، لا اللاعبون ولا المدرب ولا الجمهور، انتفض الجميع في ذهول، وفرح مشجعي الكتلان فرحةً لن ينسوها، البعض يُصنف عودة برشلونة في اللقاء -أو بالأسبانية ريمونتادا- ،كأعظم عودة في التاريخ ما أوده منك هو أن تنظر إلى الفريقين وجمهورهما ومدينتهما؟ التناقض الشديد جدًا في كون يوم الثامن من مارس عام ٢٠١٧ هو أجمل ليالي كتالونيا -وفي نفس الوقت تمامًا- أسوأ ليالي باريس.