الرجوع
تدوينة

مشاعر لا تُنسى

مشاعر لا تُنسى
تدوينة قصيرة
تدوينة قصيرة
مشاركـة

بعد يوم طويل تحط راسك ع المخدة وتقول شكلها ما راح تقل عن ١٢ ساعة، أتوقع الأغلب فينا مر باللحظة هاذي ولكن وأنت في نوم عميق وكنت تظن أنك فعلًا أنك ما راح تصحى قبل الساعات الي قدّرتها من تعب الأمس، تفتح عيونك في بدايات الصباح وفجأة بدون أي مقدمات تلامس قلبك نسمة شعور قديمة كانت أو مرت فيك من فترة قريبة، شعور لطيف جدًا، شعور ما تقدر تتجاهله مثل ما أنك ما تقدر تتجاهل جمال بدايات الصباح الي عانقت عيونك.

تسأل ألف سؤال ليه الحين مرني هذا الشعور وهو أساسا ما هو في بالي ولا نمت وكنت أتمنى أنه يمرني من جديد وتقول سؤال قلته أنا وأنت والكثير منا... هل القلوب لها تواصل حقيقي بالمشاعر؟ إذا كان الجواب نعم فإذًا كيف أطبقها الآن وتصير بنفس اللحظة الي أبيها وتوصل للشخص المقصود في رمشة عين.

تتعدد المشاعر وتتصور في هيئات كثيرة جدًا، إما في شخص أو صوت أو صورة أو أغنية أو كتاب أو مكان أو زمن في اليوم كالثلث الأخير قبل الفجر أو في وقت كنت تستمتع كثير فيه مع نفسك عندما تمسك قلم وورقة و تبدا تزرع أجمل ورودك عليها تحت نور ما يتعدى المترين أو الثلاثة أمتار في زاوية غرفتك.

unsplash-image-3gAiajAfjXI.jpg

أول ما فتحت عيوني تذكرت لحظات جميلة مرت علي بسرعة البرق ك صديق أشتاق كثيرا للحديث معه في مقهى هادئ و بيننا كوب قهوة يروق المزاج مثل ما نحب للقهوة أن تكون، و رجعت شوي للخلف و مرتني مشاعر تسبقني فيها دمعة و شهيق عميق يوم تذكرت مسكة يد أبوك لك و أنت رايح للمسجد أو حضن أمك يضمك و تقول لا تخاف يا ولدي أنا معك، تذكرت عمي أخ جدي و جارنا يوم كنت آخذهم للمسجد في كل مره أشوفهم فيها يمشون رغم كبر سنهم و يا الله يا الله ما أعظم ذاك الشعور، شعور يقشعر له جسمي و تدمع له عيني كل ما رجعت فالزمن و تذكرتهم و ما أخفيكم أني اشتقت لهم و لدعائهم لي "جزاك الله خير يا ولدي" بعد ما أوصلهم رحمة الله عليهم، أو أب صديقي اللي كان بمثابة أب بالنسبة لي، بعد وفاته بكم شهر في أحد زيارتي لبيت صديقي كنت للحظة بسأله عن حال أبوه من كثر ما هو عايش بقلبي و بالي، صارت الذكرى تعيده للحياة بعيوني.

وما أخفيكم أن مشاعر الكتابة بالنسبة لي هي زمن و أريد التوقف عنده، ف شكرًا من القلب لمن أحيا فيني مشاعر كان آخر مره عشتها قبل صباح هذا اليوم بسنتين و أكثر و كنت اظن انها ما راح ترجع للأبد، شعوري الآن مثل الي وقف تحت قطرات المطر يصرخ بأعلى صوت له ... أنا بخير... أنا بخير.

لكل منا موقف، لكل منا ذكرى، لكل منا شعور جميل مليان حب، و إن تعددت المشاعر حاول تكتب لها أو عنها بكل تفاصيلها و بكل ما أوتيت من حب لتلك المشاعر، أو حتى ترجع تحييها برسالة إن كان سببها شخص في مكان كنتوا تحبونه أو كوب قهوة يجمعكم أو أغنية تسمعونها مع بعض بنظرات من القلب إلى القلب، خلونا نكتب رسالة امتنان لكل اللحظات الجميلة إما ترسلها لشخص و إما تبقى في ورقة دفترك كل ما اشتاقت حواسك رجعت و قريتها و قبّلت حروفها لأنك عشتها بيوم من الأيام.